من يمنح مصر قبلة الحياة … مجددًا؟

09:35 مساءً الجمعة 24 يناير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قبلة لسيدة مصرية على صورة للفريق السيسي، تعبر عن رأي الملايين الباحثين عن مخلص من إرهاب الإخوان ومن والاهم (خليل حمرا، أ.ب)

ما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية، يلخص حقيقة ما بقي من أحداث السنوات الثلاثة في تاريخ مصر، وهي تحتفل أو تتذكر يوم 25 يناير الذي اعتبر يوم ثورة مجيدة، سواء في دستور الإخوان المسلمين أو دستور ثورة 30 يونيو.

على الشاشة من بعيد يتقدم ـ متمهلا ـ صاحب السيارة البيضاء، ليسمح لسيارة أخرى سوداء بالوقوف إلى جواره، ينزل السائق الأول، ويركب السيارة الثانية، ويعد ابتعادهما بما يكفي يتم تفجير السيارة، البيضاء التي تحمل نصف طن من المتفجرات تخلق حفرة بعمق أمتار، وجرحًا أكبر لدى المصريين، ليس فقط لوفاة أبرياء بين رجال الشرطة والمارة، ولكن لتدمير المبنى المقابل، الذي صورت عدسته المشهد كاملا: متحف الفن الإسلامي. هكذا لم يستهدف المجرمون الشرة وحسب، لكنهم أصابوا الماضي والمستقبل معًا.

بدأ الأمر بإعلان اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية، أن الانفجار الذي وقع صباح (الجمعة) بمحيط مديرية أمن القاهرة أسفر حتى الآن عن سقوط 3 قتلى وأن بين القتلى الانتحاري الذي فجر سيارته المفخخة أمام مديرية الأمن، لكن المشهد المصور أثبت كذب التحليل الأولي، مثلما دل على أن الصراع مستمر لوقت طويل.

لم يكن ذلك الانفجار الوحيد، ولم يكن هؤلاء الضحايا هم من سقطوا وحسب. ففي شمال القاهرة قتل طالب بالمرحلة الثانوية وأصيب 11 آخرون مساء اليوم نفسه (الجمعة) في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وأنصار جماعة الاخوان المسلمين بمدينة دمياط الجديدة، شمال القاهرة. وذكرت (بوابة الأهرام) الالكترونية أن شابا يدعي عبدالله نواره طالب بالمرحلة الثانوية قتل خلال الاشتباكات التي وقعت اليوم بين قوات الأمن وجماعة الاخوان المسلمين، بمدينة دمياط الجديدة. واضافت أنه أصيب خلال الاشتباكات 11 شخصا، كما تم القاء القبض على 12 من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين، المشاركين بتظاهرة تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي. واوضحت أن عددا من أعضاء جماعة الاخوان نظموا صباح اليوم مظاهرة تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي رافعين علامات رابعة العدوية ومرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، مشيرة إلى أن قوات الأمن قامت باطلاق القنابل المسيلة للدموع لفض المظاهرة

قبل ذلك بساعات قتل طالب مصري، وأصيب ثلاثة اخرون (الخميس) في اشتباكات وقعت بجامعة الاسكندرية شمال القاهرة، في اشتباكات مماثلة بين طلاب من جماعة الاخوان المسلمين وطلاب اخرين، ” قبيل تدخل قوات الأمن “.ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) عن مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد، قوله ” إن قوات الأمن لم تدخل إلي المجمع النظري (المكان الذي وقعت به الاشتباكات داخل الجامعة)، ولم تستخدم الخرطوش أو الأعيرة النارية لفض التظاهرات “.ومنذ بدء العام الدراسي الحالي في الجامعات المصرية قبل أشهر يتظاهر طلاب ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، ضد السلطات الحالية، وغالبا ما تندلع اشتباكات خلال التظاهرات توقع قتلى وجرحى. ونفى العبد “التسبب في سقوط القتيل”، قائلا ” إن أحد المصابين اتهم الاخوان باستخدام الخرطوش في تظاهراتهم “، لافتا إلى ” أن قوات الأمن ألقت القبض علي 15 من طلاب الإخوان خلال الاشتباكات وبحيازتهم زجاجات مولوتوف “.

فيما قالت صحف محلية على مواقعها على الانترنت إن الطالب قتل في اشتباكات بين طلاب الاخوان وقوات الأمن.

في اليوم ذاته لقى ما لا يقل عن خمسة من عناصر الشرطة المصرية مصرعهم فجر (الخميس) في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في مدينة بني سويف جنوبي مصر، حسب ما أعلن التلفزيون الرسمي. ونقل التلفزيون عن مدير أمن بني سويف اللواء إبراهيم هديب، قوله إن مجموعة ملثمين بحوزتهم أسلحة نارية يستقلون دراجتين بخاريتين أطلقوا نيرانا كثيفة على كمين شرطة (صفط الشرقية) ببني سويف فجر اليوم، ما أدى إلى مقتل مقتل خمسة شرطيين. وتابع أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة شرطيين اثنين اخرين، تم نقلهما إلى مستشفى الواسطي المركزي،لافتا إلى أنه تم إخطار النيابة العامة للتحقيق. وأضاف أن تبادلا لإطلاق النار جرى بين أفراد الكمين والملثمين الذين لاذوا بالفرار،فيما تجري أجهزة الأمن عمليات تمشيط واسعة بحثا عنهم.

وقبل أن ينتهي يوم الجمعة توزعت انفجارات في أنحاء القاهرة بين أماكن عامة وأمنية تستهدف زعزعة الأمن، وترويع المواطنين الذين قرروا الاحتفال بثورتهم! وهكذا تحل الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وسط دعوات متباينة للفرقاء السياسيين إلى الحشد، وتحذيرات مشددة من قوات الجيش والشرطة بأنها ستواجه بكل حزم أي محاولة للإخلال بالأمن والاستقرار. فقد دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية،الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين ويضم عدة أحزاب إسلامية الأربعاء المصريين إلى المشاركة فى ما اعتبره “موجة ثورية” جديدة تبدأ يوم الجمعة القادم عشية الذكرى الثالثة للثورة وتستمر حتى 11 فبراير المقبل للمطالبة باسقاط النظام. فيما دعت أحزاب ليبرالية ويسارية المصريين إلى الاحتشاد السبت المقبل في الميادين للاحتفال بذكرى الثورة، والتأكيد على أن “الماضى لن يعود”، فى إشارة إلى نظامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، والرئيس المعزول محمد مرسي.

بعد ارتفاع وتيرة العنف بات الجميع ينتظرون قدرًا مخلصا، يجد الجميع شخصه في الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وهو ما ستسفر عنه الساعات وربما الأيام القادمة، فمصر تنتظر قبلة الحياة الآمنة، لتعبر بها من عنق زجاجة العنف والإرهاب والتطرف.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات