مصر تحتفل مبكِّرًا بفوز بطلها الشعبي الساحق في انتخابات الرئاسة

12:41 مساءً الخميس 29 مايو 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الاحتفال بدأ مبكرًا بالرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، حتى قبل إعلان النتيجة الرسمية المفترض قبل الخامس من يونيو القادم، بعد أن أظهرت نتائج شبه نهائية فوزا كاسحا يتجاوز 90 في المئة للمشير برئاسة مصر.ففي  ميدان التحرير قلب التغيير الذي لف الحياة السياسية في مصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، وفي ميادين أخرى عديدة، بدأ المصريون تهنئة خاصة تمتزج بالأغاني والرقصات، وإطلاق البالونات في سماء مصر، تحمل العلم الوطني وصور الرجل الذي أنقذ بحسب الملايين بلدهم من براثن جماعة الإخوان المسلمين.

وأعلنت بي بي سي أنه حسب المؤشرات شبه النهائية غير الرسمية، تخطى عدد الأصوات الباطلة تلك التي حصل عليها المرشح الرئاسي حمدين صباحي. ودفعت تلك المؤشرات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر إلى التندر بمثل هذه النتيجة بالقول إن حمدين صباحي حل ثالثا في هذا السباق الرئاسي بعد السيسي وبعد الأصوات الباطلة.
وتشير النتائج بعد فرز جميع اللجان الانتخابية والبالغ عددها 352 لجنة عامة على مستوى الجمهورية، أن عدد من شاركوا في التصويت بلغ 25 مليون و194 صوتا، بنسبة أكثر من 45 في المئة. كما تشير النتائج غير الرسمية إلى حصول وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي على 23 مليونا و381 ألفا و262 صوتا بنسبة 92.8 في المئة. أما صباحي فقد حصل على 735 ألفا و285 صوتا بنسبة 2.92 في المئة، فيما وصل عدد الأصوات الباطلة إلى مليون و78 ألف صوت بنسبة 4.28 في المئة. وبفوزه بالرئاسة يكون السيسي خامس رئيس له خلفية عسكرية يحكم مصر منذ عام 1952.
ولم تشهد هذه الفترة سوى رئيس مدني واحد هو محمد مرسي، الذي انتخب بعد ثورة 25 يناير 2011 وعزله الجيش بقيادة السيسي في شهر يوليو/تموز الماضي بعد مظاهرات احتجاج شعبية حاشدة.
ونقلت سي إن إن تعليقات صحف مصر، فتناولت صحيفة “المصري اليوم” ما أثير حول “تراجع” نسبة المشاركة في انتخابات 2014، تحت عنوان لافت على صدر صفحتها الرئيسة، يقول: كل هؤلاء خذلوك يا سيسي.

وكتبت الصحيفة: فى قاموس الانتخابات، المقاطعة هى توأم الخيانة، فإذا كان حلفاء ريتشارد قلب الأسد خانوه وقت الحرب لينتصر السلطان صلاح الدين الأيوبى فى الماضى، فإن المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى فى الحاضر، يعيش لحظة مؤلمة أمام مشهد خلو معظم لجان الانتخابات الرئاسية من الناخبين، رغم أن سقف التوقعات ذهب نحو مشاركة الملايين فى هذه الانتخابات، باعتبارها بوابة العبور من عنق الزجاجة.

وتابعت بقولها: “بلغت الصدمة مداها لكل المراقبين والمتابعين، مع عزوف الملايين عن المشاركة، إما لفقدان الثقة فى قيمة أصواتهم، أو لقناعتهم بأن النتيجة محسومة مسبقاً، ولا طائل من وراء مشقة الاصطفاف فى الطوابير، وتلطيخ الإصبع بالحبر الفسفوري.

أما صحيفة “الأهرام”، فقد أبرزت عنواناً لافتاً يقول: مصـر تنتظر رئيسها المنتخب.. بدء فرز الأصوات في 14 ألف لجنة.. والمراقبون: الانتخابات شفافة ونزيهة”، وكتبت في تفاصيل العنوان: بانتهاء ثالث أيام التصويت فى الانتخابات الرئاسية مساء أمس، بدأت عمليات فرز الأصوات فى نحو 14 ألف لجنة فرعية و352 لجنة عامة فى أنحاء البلاد.

وقدرت منظمات المجتمع المدنى، وهيئات متابعة الانتخابات نسبة التصويت بما يتراوح بين 48% و50% فى أغلب المحافظات من جملة الأصوات المسجلة فى كل لجنة انتخابية، وتتولى اللجان الفرعية حصر الأصوات الباطلة والأصوات الخاصة بكل مرشح وإبلاغ اللجان العامة بها.

واهتمت صحيفة “المصريون” برصد ردود الأفعال الصادرة عن جماعة “الإخوان المسلمين” إزاء الانتخابات الرئاسية، تحت عنوان: رسالة شديدة اللهجة من تحالف دعم الشرعية لـ”السيسي” ومن معه، إذ كتبت الصحيفة: أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية أنهم نجحوا في معركة مقاطعة الانتخابات الرئاسية.. وقال التحالف خلال بيان أصدره الأربعاء أن نسبة التصويت لم تتجاوز 10%، داعياً المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، ومن معه، أن يعترفوا بأن مصر ضدهم، وأن الدكتور محمد مرسي هو رئيسهم.. ورئيس كل المصريين. وتابع التحالف: “قال الشعب كلمته.. وصار واضحاً للجميع الفرق بين مسار ديمقراطي نزيه في مناخ حر يطمئن له الشعب ويشارك فيه بقوة تتويجاً لمكتسبات ثورة 25 يناير، وبين ما حدث من مقاطعة منقطعة النظير تسجل رفضاً لمجمل الأوضاع الراهنة”.. وطالب التحالف الشعب بأن يكون على أهبة الاستعداد لما هو قادم.

بالمقابل اهتمت صحيفة الوفد بالتعليقات الغربية، ففي محاولة لتقديم شهادة حقيقية لا يشوبها التضليل أو الخداع عن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، نشرت شريفة زهور إحدى معلمات السيسى أثناء دراسته فى “كلية الجيش الحربى الأمريكى” فى ولاية بنسلفانيا، تقريرا مطولا عن السيسي لتوضيح صورته أمام الإعلام الغربي الذي اتهمه بأنه يضع السيسي بالخطأ في قالب “الديكتاتور”.

وقالت زهور: إنها نشرت هذا التقرير على صفحتها على مواقع التواصل “تويتر” وسلمته أيضا لصحفية بريطانية مستقلة لأنها “منزعجة للغاية من تضليل وسائل الإعلام الغربية لقراء مطبوعاتها الصادرة باللغة الإنجليزية، وذلك من خلال تصوير السيسي على أنه زعيم مستبد”، مشددة على أنه لم يتم انتخابه بعد، وبالتالي فإن هذا الحكم سابق لأوانه وليس له أي أسس.
وأضافت “هناك سوء نية لدى البعض نحو المؤسسة العسكرية ولدعمهم تحالف جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل ويدعمهما البيت الأبيض وعناصر في وزارة الخارجية الأمريكية والجامعات والهيئات البحثية في الولايات المتحدة”، وأدى ذلك ببساطة إلى الفشل في إقناع الجمهور الغربي بأن هناك قطاعا كبيرا من الشعب المصري يؤيد ترشح السيسي للرئاسة.

وقالت زهور: “إن السيسي من خلال تعاملي معه على مدار عامين ونصف قبل تخرجه في كلية الحرب الأمريكية عام 2006 كان على النقيض تماما من الشخصية المستبدة أو المتسلطة سواء كان بمفرده أو داخل مجموعة، وذلك وفقا أيضا لضباط آخرين تعاملوا معه خلال تلك الفترة.
وتابعت “إن السيسي كان مهذبا للغاية وحذرا وملاحظا جيدا ويسيطر تماما على انفعالاته وردود أفعاله وذلك خلال النقاشات، التي كنا نتشاركها كمجموعة على أساس يومي خلال سنته الدراسية في الماجيستير لبرنامج الدراسات الإستراتيجية”.
وقالت: إن السيسي لديه يقين أن مصر والدول العربية يمكن أن تصبح دول ديمقراطية على الرغم من العقبات التي واجهتها ولا تزال تواجهها.
وأشارت إلى أنه كان لديه انطباع بأن مصر لابد أن تصبح تدريجيا دولة أكثر تعددية، وأضافت: لكنه كان يدرك الصعوبات التى ينطوى عليها ذلك بالنسبة للعديد من المواطنين الذين لم يشاركوا فى انتخابات مفتوحة فى ذلك الوقت.
وأوضحت أن الخطاب الذي ألقاه السفير السعودي الأمير تركي الفيصل حول العلاقات الأمريكية السعودية بكلية الحرب ابان وجود السيسي بها والذي شدد فيه على “أن التحالف طويل الأمد الذي يربط الدول العربية وأمريكا، ليس معناه أن يكون هناك اتفاقا بينهم في كل وقت على كافة القضايا، لمس وترا حساسا لدى السيسي، مشيرة إلى تجاهل الأخير قرار واشنطن بتعليق المعونة العسكرية واستمراره في خارطة الطريق التي وضعها عقب عزل محمد مرسي.
ولفتت إلى أن السيسي الذي من المرجح أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، على ما يبدو قد يتذكر كلمات الأمير فيصل هذه في ظل العلاقات الأمريكية المصرية التي تتجه نحو الاستقرار، مع تحرك الكونجرس لرفع تعليق المساعدات العسكرية بعد الضغط من جانب مسئولي الإدارة الأمريكية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات