ملتقى حافظ الشيرازي … فكرٌ وشعرٌ وموسيقى

09:36 صباحًا الإثنين 27 أكتوبر 2014
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ملتقى حافظ الشيرازي

بعد أن كان سفيرا لديها طيلة ثماني سنوات، يزور الدكتور علي جنتي الكويت، في مناسبة لها أهميتها العالمية، إنه اليوم الذي يحتفل فيه عشاق حافظ الشيرازي شاعر المودة والتآخي بقصائده وذكراه، وإذا كانت وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران، التي تولى مسئوليتها الدكتور جنتي، هي وزارة ثقافة واعلام وأوقاف وحج، أو “إمبراطورية ثقافية” كما يصفها هو نفسه، فإن إمبراطور الثقافة الإيرانية، جاء ليشهد منتدى تكريم إمام الشعراء الإيرانيين، على مدى يومين، ربطا بين ندوة بحثية وأمسية شعرية وموسيقية.

الدكتور علي جنتي يتوسط الحضور وإلى يمينه المهندس علي اليوحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

يعبر عن سعادته د. عباس خامه يار، المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت، بعد نجاح الفعالية التي شارك بها نخبة من المفكرين والأدباء من إيران والكويت ومصر وسلطنة عمان والأردن، والتي أقيمت برعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تزامنا مع اليوم العالمي لتكريم الشاعر الايراني الكبير حافظ الشيرازي.

مقدم الأمسية الشعرية الموسيقية الشاعر محمد صرخوه مع المشاركين: د. إحسان اللواتي، د. موسى أسوار، د. رملة الغانم، أشرف أبو اليزيد، وعبد المحسن المظفر

الأمسية الموسيقية الشعرية التي حملت عنوان: “شيراز، خال على خد الأقاليم السبعة” استدعت جمهورا كبيرا عاشقا لموسيقى الإيرانية، وللشاعر الفارسي، واستزاد هذا الجمهور من فرقة مولوي للموسيقى التراثية الايرانية فامتد الأداء وتشعب وهم ينشدون قصائد الشيرازي مثلما فعل الشاعر أشرف ابو اليزيد والدكتورة رملة الغانم من مصر وإحسان اللواتي من عُمان و موسى أسوار من ايران، وعبد المحسن المظفر من الكويت،  على مسرح الدسمة.

فرقة مولوي للموسيقى التراثية الايرانية

يثمن خامه يار عاليا أن يأتي تكريم الشاعر حافظ الشيرازي من قبل دولة الكويت تحت عنوان حافظ الشيرازي شاعر المودة والتآخي وقال “إننا نراه أمرا في غاية الأهمية نظرا لأننا بحاجة ماسة الى هذه المودة وهذا التآخي في ظل الحراك السياسي والطائفي الذي نعيشه في المنطقة، كما أن هناك الكثير من الشخصيات التي دونت ثقافتنا وحضارتنا المشتركة على مدى العقود الماضية، لهذا يجب أن تكون العلاقات إنسانية وعميقة، والعلاقات الثقافية هي التي يضمن لها الديمومة والاستمرار، مشيرا الى أن العلاقات السياسية والاقتصادية تشكل السطح والعمق للعلاقات الثقافية التي يجب تكريسها والتأكيد عليها. كما أن العلاقات العربية الايرانية لها خصوصيتها وأهميتها في مقابل أي علاقات أخرى في العالم الاسلامي، فالعرب والايرانيين يمثلون القمة في صرح الحضارة الاسلامية، ومن هنا فانهما يقفان على أرض صلبة قد لا تتوفر لأي علاقات أخرى في منظومة الدول الاسلامية، وحتى في الأسرة الدولية، وبعبارة أخرى ان العرب والايرانيين يمثلون الجناحان الضروريان لعملية التحليق والسمو. واستعرض خامه يار تاريخ العلاقات الثقافية بين العرب وايران مشيرا الى أن ابن خلدون المغاربي كان يلتقي مع ناصر الخراساني المشرقي ويتواصلان، وعندما كان ينشد المتنبي أشعاره في دمشق وبغداد يأتيه النقد من شيراز وتترجم أشعاره، معتبرا أن بغداد وخوارزم ونيشابور وهمدان والري هي التن بنت أساس هذه الحضارة العظيمة التي نفتخر بها”.

منمنمة في مخطوط لقصائد حافظ الشيرازي

كلمة الدكتور جنتي في افتتاح الملتقى ، تحت عنوان: حافظ شاعر الإنسانية، أكدت على هذا التمازج: “إن حافظ الشاعر والحكيم لا يشكل لنا مظهرًا لسمو الفكر والأخلاق الإيرانية وحسب، بل هو كذلك لجميع النخب والشخصيات الثقافية والفكرية على مستوى العالم، حيث أن أن جاذبية وسحر كلام حافظ هو أفضل من يعبر بصدق عن شخصية الإيراني المسلم، لأن أشعاره ممتزجة مع روح وأفكار الشعب منذ قرون مديدة، ولا زالت كذلك حتى الآن.

وقدمت دكتورة رملة محمود الغانم، رئيس قسم اللغة الفارسية بجامعة عين شمس، القاهرة ورقة بعنوان : حافظ الشيرازي … إمام الشعراء، وهو الذي “بقي حيا حتى الآن في كل بيت إيراني يحتفظ بديوان أشعاره ليكون له الفأل والطالع الحسن، لذا فهو “لسان الغيب” و”مخزن الأسرار” إنه حافظ القرآن الكريم ومفسره ومرتله بقراءاته، يفخر بذلك قائلا:

نديدم خوشتر ار شعر تو حافظ بقرآني كه تود در سينه داري

(يا حافظ لم أرَ أجمل من شعرك، بالقرآن الذي يكنه صدرك)

 الدكتور موسى أسوار، أستاذ الدراسات العليا في جامعة طهران، قرأ بحثه عن سر التميز الفني وسماته في شعر حافظ الشيرازي، متناولا المعنى والمضمون واللغة والموسيقى وبنية النص وسماته، مشفوعة بأمثلة من شعر حافظ ، كما فعل جميع الباحثين الذين قرأوا قصائده باللغتين الفارسية والعربية.

أما أستاذ اللغة الفارسية بجامعة آل البيت الأردنية الدكتور عبد الكريم جرادات فتناول أثر الكلمات العربية في إقامة القافية في الشعر الفارسي، متخذا من قصائد حافظ الشيرازي نموذجا. واتخذ الدكتور إحسان بن صادق اللواتي، أستاذ اللغة الفارسية في جامعة السلطان قابوس بلاغة التشخيص في غزليات حافظ الشيرازي.

وستصدر الأبحاث التي اتسع لها المقام، مع أبحاث أخرى استكتب لها أكاديميون وأدباء في كتاب تذكاري يوثق للمناسبة، يضم “لسان الغيب في غزل واحد” للدكتور حسن الموسوي، أستاذ اللغة الفارسية في جامعة الكويت، و”التضمينات العربية في شعر حافظ الشيرازي” للباحث الكويتي عبد المحسن المظفر، و”حافظ الشيرازي … الشعر والمنمنمات”، دونتُ فيها علاقة قصائد حافظ بالمنمنمة، وقراءة بصرية للمنمنمات المصاحبة لمخطوطات الشاعر الكبير.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات