الفنان التشكيلي علي جباعي يرسم الوجوه… ومدينة الزمن الجميل

01:12 مساءً الإثنين 14 ديسمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيروت -اسماعيل فقيه :
الفنان التشكيلي علي جباعي يبدع برسم الوجوه والزمن . عندما يرسم وجها بشريا فهو يسعى من وراء هذا الشكل لتجسيد حيوية الزمن الجميل ،على حد قوله وفلسفته اللونية .
سألته ؛ هل تغيّرت المدينة اليوم وخصوصا أنك ما زلت تعيش في كنفها وتالياً، يمكنك مقارنة الزمن الحاضر للمدينة بزمنها الماضي الذي تستحضره؟

بالتأكيد تغيرت المدينة، ولا يمكن ان تبقى الاشياء على حالها. حتى الأبنية هي اليوم في حال غياب، لقد غابت الصورة الاصل وحلّت الصورة الجديدة. برزت الهياكل الجديدة وغابت الهياكل القديمة. التغيير حصل منذ فترة طويلة وما زال يتوسع ويمتد، وأتمنى الا نصل الى مرحلة الغياب الكلي للمدينة التي كانت منارة مميزة في مساحة الزمن.

هل يمكن اعتبار لوحتك بمثابة تكريس للزمن الجميل الذي يجب تثبيته في الشكل واللون والاطار واللوحة، وتالياً فقد حاولت في اعمالك هذه بناء المشهد الثابت الذي لا يتحول؟

ربما تسعى اعمالي الى هذا الامر المهم. وهي حتماً اعمال لها امتدادها في الزمن، وتصل هذه الامتدادات الى العمق الاصيل، فإن ذلك يساهم، بقوة، في تثبيت الزمن الممتد على هيئة الشكل في اللوحة. نعم يمكن القول ان لوحاتي عمل يجاهر باستحضار المدينة لتثبيت صورتها في الذاكرة. لوحتي ملتزمة انتاج الزمن العابر من جديد، ولا يمكن اللوحة التي ارسمها الا ان تكون الجواب الفوري عن سؤال الذاكرة. انني ارسم وجوه البشر التي هي مرآة الزمن وكذلك هي مرآة المكان.

كيف تصف شعورك امام هذا التحول الذي طرأ على المدينة؟

انه شعور مليء بالاسئلة، وفي كل سؤال مئات الاجوبة القاسية. وأهم ما يميز شعوري في حال كهذه، هو هذا الحنين الكبير الى الزمن الذي عشته في مساحة المدينة، حيث كانت هذه المدينة بهجة يومية في عيون الناس، وصورة صافية ونقية وطاهرة في عيني وقلبي وروحي. ما زلت الى اليوم انظر الى المدينة بالعين ذاتها، العين التي رأيت بها هذه الامكنة للمرة الاولى. مهما كثرت الحواجز بين عيني والأمكنة العابرة، لا يمكنها ان تحجب الصورة الاصل، لا يمكنها حجب الاغنية المتربعة على عرش الهيكل. بيروت مدينة تطربني، وأمكنتها وشوارعها وناسها وعادات ناسها هي رمز اساسي لا يمكن القفز فوق اشاراته مهما طال الزمن ومهما قدّم وأنتج أشكالاً جديدة تصب في مساحة التحول.

ماذا ترسم اليوم؟

أرسم الحياة. ارسم الناس . ارسم الوجوه .اللوحة في حياتي عمل يومي ومتواصل، لذلك تراني ارسم وأكتب وأُدوّن ولا اهدأ امام سيل الاحاسيس التي تدفعني دائماً للعمل والانتاج. ما زالت المدينة ممتدة على مساحة ذاكرتي، ولا يمكن القفز فوق هذه الاحاسيس ابداً، وتأتي اللوحة لتقول لي الكثير ولأقول لها الأكثر.

هل تكتفي برسم الصورة؟

لا شك ان كل الفنون اشبه بعائلة واحدة، وحين ارسم اشعر بانني اكتب، وحين اكتب اشعر بانني ارسم. وهذا امر طبيعي جداً.
متى تأتيك لحظات الإلهام؟

لا وقت لهذه اللحظات، انها تأتي فجأة وتغيب فجأة. الامر هنا عائد للمزاج، او للحظة التي يمكن ان تحمل في طياتها المفاجآت. ولكن في شكل عام، انا ارسم وأكتب في شكل يومي، ولكن التواصل مع العمل لا يكون في شكل يومي بمعنى انني اجهز للعمل، اخطط وأهندس وأضع خطاً مستقيماً لأسير عليه، ومن ثم انجز عملي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات