صانع الساعات ليس بأعمى

09:13 مساءً الأربعاء 27 يناير 2021
مصطفى الدويك

مصطفى الدويك

شاعر، وكيميائي، وخبير نباتات طبيه وعطريه، مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

انه لمن المجحف حقا بل والمجافي للمنطق والحق ان نحيل جميع الامور المراد التحقق منها  إلى الاستنباط استنادا علي وقائع واثباتات ماديه محضه وملموسه خاصة انه هناك اشكالية لٱلية القياس فعلي سبيل لايمكننا التحقق رغم الحضور من النيه او المقصد والرغبات الداخلية.

فهب انك ترى فيمن حولك من يظهر اليك المودة في تعبيراته وسلوكياته الظاهريه فستعتبره محبا علي الرغم من انه قد يضمر عكس ذلك مقتا وكرها فكيف ستعرف او تقس ذلك مع حضوره بقوه هو غير قابل للقياس المادي اذن فليس معني ان شئ لايخضع للدراسه الماديه انه غيىر موجود لان الماده جزء من الوجود وليت الوجود كله فهما كالفلسفة والعلوم الرياضيه الاستدلاليه والفنون والعلوم الروحيه والجماليه وهي مباحث معرفيه تدرس الوجودبشتي معانيه وقيمه وابعاده ان جاز التعبير

العلوم المجرده لاتعني ولاتتطرق  إلى شئ غير مادي انه لمن الامور الجلل عند دراسة كلمة اله فهل نقصد مجموعة القوانين التي تتحكم في تفاصيل الكون اذن هو حاضر وموجودفي كل تفصيله مهما بلغتلكن مثل هذا التعريف لاتصوره اطروحات الميثولوجيات والأديان والملل والنحل فهو يتجاوز هذا بفروق رهيبه هائله لايتطابق او يدنو او يتوافق مع مخيله طفوليه بلهاء تتطرحه وكأنه سوبر مان او صوره معدله من البشر تمتلك قوي مطلقه شبه سحريه تصور ابله وسخيف مما لاشك فيه وهو يكاد ان يكون صنع بشري لكي يطرح الانسان نفسه كخليفه او يصبغ علي نفسه صفات لا وجود لها

 فالبنسبه للكون رياضيا يمكنك ان تهمل البشر دون اي غضاضه لكن رغم ذلك فالبشر دليل رياضي معجز علي ان صانع الساعات ليس بأعمي فأن تكوين جزئ بروتين واحد عشوائياً لا يمكن أن يحدث، ولو بعد ملايين السنين هذا درب من الهرطقه العلمية ، وإلا فلم يكون  جزيئ البروتين هو عبارة عن سلسلة من وحدات تسمي الأحماض الأمينية وهناك منها الآلاف اللي تصلح لتكوين جزيئ بروتين عشرون نوع فقط، فكما أنه لابد كي نكون جملة لازم ترص حروف تخليها كلام ويكون له معني فلازم ترتبه وكلمه جنب كلمه يستقيم المعني

بنفس الطريقه لو تصورت جزيئ بروتين فعال يمكن أن يتكون عشوائياِ، فيجب أن تقوم العشوائية بإنتقاء أحماض أمينية محددة، من تلك العشرون نوع فقط، لتضعها في سلسلة متصلة بالترتيب وكمان لابد يكون الرابط بين هذه الوحدات رابطة محددة تسمي البيبتيد “peptide” ليه لان في انواع روايط تانيه غير دي يعني العشوائيه او الانتروبيا هتنقي كمان الرابطه دي وفي مصيبه تانيه ان كل حمض موجود علي اتنين isomers يعني واحد وشكله في المرايا واحد بيعمل rotation يمين ولسمه dextro والتاني ناحية الشمال واسمه levo اللي تصلح لتكوين جزيئ بروتين فعال، هي فقط الأحماض الأمينية ذات التوجه اليساري ومتسالش ليه هي كده يبقي المطلوب من العشوائيه أن تجتمع مئات الأحماض الأمينية، فقط من العشرون نوع، وتكون جميعها من ذوات التوجه اليساري، وتنسقها في سلسلة متصلة بالترتيب المطلوب، حسب نوع البروتين، وتكون الرابطة بينهم من نوع البيبتيد

و بعد كل هذا لابد بعد أن تتكون هذه السلسلة، انها تعمل شكل خاص ثلاثي الأبعاد، وإلا لن يعمل البروتين يتبقي لنا للاحتمالات رياضيا فنحيل الامر برمته لعلماء الرياضيات لحساب إحتمال مدي إمكانية التكون التلقائي لجزئ بروتين بحجم 500 حمض أميني، تكون فيه كل الأحماض الأمينية من النوع ذو التوجه اليساري، وتكون كلها متحدة برابطة البيبتيد، قالوا ايه … أن إحتمال حدوث ذلك يقدر بحوالي واحد في واحد أمامه 950 صفر!!! (تذكر أن رقم المليون هو واحد أمامه ستة أصفار) أي أن هذا رقم خرج حدود التصور، والمعروف، عند الرياضيين، أن أي إحتمال أقل من واحد في واحد أمامة خمسون صفراً يعتبر صفراً.

أضف  إلى هذا أنه كي يصبح هذا البروتين فعّال، يجب أن تٌنتقي هذه الأحماض الأمينية من النوع المطلوب، وتتحد بالترتيب المطلوب، وأن أي نقص، أوإضافة، أو تغيير، في أي حمض أميني، ينتج عنه بروتين بلا فائدة أو ضار بالخلية. فما بالنا لو تخيلنا أن الخلية الواحدة تقوم بتصنيع 2000 بروتين……. في الثانية الواحدة!!!.

وما بالنا لو تخيلنا جزيء من البروتين مثل الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين في الدم به 574 جزيئ من الأحماض الأمينية، ولو تخيلنا أنه في كل خلية من بلايين خلايا كرات الدم الحمراء في جسم الإنسان يوجد 280 مليون جزيئ هيموجلوبين ….. دة فى الخلية فقط…! لكن فى ترتيب الكون بهذا الشكل فقد حل مسألة احتمالها هنرى بوانكاريه؛ ليكون الناتج واحد وبجواره عدد من الاصفار يساوى عدد كل الموجودات فى ثلاثة ابعاد فقط…أما وعدد الابعاد يقارب فيزيائيا الاثنى عشر بعدا؛ يعنى كمان الواحد وبجواره عدد الموجودات مرفوعا لأس 12 ايضا عدد الموجودات غير محدد….وعدد الابعاد قابل للزيادة!

 يتبقي ان الخلية المتراص فى الDNA داخل نواتها 3200 زوج من بروتينات ATCG بطول ثلاثة أمتار…وجد مؤخرا انهم يترابطون بشكل تباديل كاملة يعنى 3200 أس 3200 ليشكلوا الانسان واسراره الكامنة إذن المشكله تكمن في الميثولوجيا الطفوليه الموروثه اللي اسهبنا في وصفها وطريقة تصورها وطرحها للاله والتي تختصر كل شئ في مايشبه السوبرمان الذي يقوم بفعل الخوارق خيال عاجز وسخيف وسقيم الامر ليس منطقيا بل ومضحكا أن تصلي وتطلب المغفرة من قانون الجاذبية أو من ميكانيكا الكم بل هو التزام منك تضعه انت ويتناسب مع ماتراه عادلا (العقد الاجتماعي ) وماترجوه من استقامه لن تؤثر في الكون بل اثرها في حياتك وحياة من حولك نعم ‏100 تريليون خلية، وكل خلية تحوي جسوراً ومصانع ونظام تشفير معقد و‏قوام معتدل يدار من قبل 640 عضلة، قلب يعمل عشرات السنوات ليلاً ونهاراً، في النوم واليقظة، وبلا توقف ولا صيانة خارجية ‏لسان مرتبط بالفك بسبعة عشر عضلة.! ‏

عقل اذا اردت تقليده او محاكاته تحتاج محطه طاقة نوويه ولايعرف علي وجه الدقه آلية تخزين واستدعاء المدخلات اضافه  إلى ادراك واحتماليه كبيره في ان رصده هو من يتحكم في الاشياء وكون تتساوي فيه الماده والماده المضاده حد توقع التلاشي ومع ذلك في مايسمي كتله اضعف قوي جاذبيه تتحكم في المسارات والمدارات من اصغر شئ وحتي السدوم الغاز واحاجي تفوق الخيال فنون زجمال وحياه ودفء وابعاد وبعد كل هذا نقول انه من قبيل الصدفه … حتي الانتروبي مش مجرد صدفه الرغبه والاراده والشروع والقدرة والهدف يصوغان كل شئ

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات