التونسيون يرشقون رئيسهم المرزوقي بالحجارة في الذكرى الثانية للثورة

08:14 صباحًا الأربعاء 19 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مع احتفال بالذكرى الثانية لإندلاع ثورتها التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، تزايدت حالة الإحتقان ، والتوتر الذي وصل إلى حد رشق الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بالحجارة والخضار والغلال الفاسدة (الصورة: أ.ب).

وبدأ الإحتفال بهذه الذكرى في مدينة سيدي بوزيد التي إنطلقت منها شرارة هذه الثورة في 17 ديسمبر من العام 2010 عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده إحتجاجا على منعه من العمل كبائع متجول ، لتندلع بذلك إحتجاجات شعبية سرعان ما إنتشرت في غالبية المدن التونسية ،حيث إنتهت بسقوط نظام بن علي في 14 يناير من العام 2011، ورحيله إلى السعودية حيث يقيم حاليا.

غير أن الإحتفال بهذه الذكرى الذي أراده الفريق الحاكم الذي يتألف من ثلاثة أحزاب هي حركة النهضة الإسلامية ، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ، أن يكون مميزا ، تحول إلى مناسبة للتعبير عن سخط وغضب أهالي سيدي بوزيد الذين لم يترددوا في رفع شعار الثورة المعروف “إرحل ” ، و”الشعب يريد الثورة من جديد”.

وقال علي الكحولي النقابي والناشط السياسي في إئتلاف الجبهة الشعبية المقيم في مدينة سيدي بوزيد،في إتصال هاتفي مع وكالة ((شينخوا)) ، إن أهالي سيدي بوزيد أرادوا التعبير عن غضبهم أمام المسؤولين التونسيين،وخاصة منهم الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ، حيث رفعوا عدة شعارات منددة بالحكومة.

وأوضح أن أهالي سيدي بوزيد عمدوا أيضا إلى رشق مصطفى بن جعفر بحضور المرزوقي،بالحجارة أثناء إلقاء كلمة بهذه المناسبة،حيث قاطعوه بشعارات “إرحل إرحل”، و” الشعب يريد إسقاط الحكومة”،والشعب يريد ثورة من جديد”.

وأكد الكحولي عدم حصول مواجهات بين أهالي سيدي بوزيد الغاضبين ، وقوات الأمن التي إكتفت بإخراج الرئيسين المرزوقي وبن جعفر من مكان الإحتفال وسط حراسة أمنية مشددة.

وكان الرئيس المرزوقي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي قد زارا اليوم مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد نحو 365 كيلومترا جنوب تونس العاصمة،للمشاركة في هذا الإحتفال الذي إستبقه الإئتلاف الحزبي “الجبهة الشعبية” بالدعوة إلى مقاطعته.

وتغيب عن هذا الإحتفال رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي بسبب تعرضه لـ”نزلة برد مفاجئة” ،بحسب بيان رسمي وزعته رئاسة الحكومة ليلة الأحد/الإثنين.

وقام المرزوقي ساعة وصوله إلى مدينة سيد بوزيد بوضع إكليل من الزهور على ضريح محمد البوعزيزي،وذلك قبل أن يتجمع حشد من أهالي المدينة الذين إشتكوا لها إنعدام التنمية والمرافق الاساسية بالمحافظة.

وطالبوا بضرورة العمل من أجل تطوير البنية الأساسية بمحافظتهم ، وتمكينها من مقومات التنمية القادرة على إمتصاص البطالة التي إستفحلت في صفوف شباب المحافظة.

ورد المرزوقي على هذه المطالب بالقول إن ” مسار التنمية لا يمكن تحقيقه في ظرف أشهر خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها تونس في هذه المرحلة الإنتقالية”.

وأقر المرزوقي بشرعية مطالب أهالي محافظة سيدي بوزيد ،وأشار إلى وجود “إرادة سياسية قوية لتجاوز 50 سنة من التهميش”،داعيا في الوقت نفسه المحافظ إلى “التسريع في تنفيذ البرامج والمشاريع الخاصة بالجهة”.

وكان الإئتلاف الحزبي اليساري والقومي”الجبهة الشعبية” قد دعا قبل وصول المرزوقي وبن جعفر إلى محافظة سيدي بوزيد،إلى تنظيم إحتجاجات سلمية في المحافظة بدلا من الإحتفال بالذكرى الثانية لإندلاع الثورة التونسية.

كما دعت أهالي سيدي بوزيد إلى مقاطعة هذا الإحتفال الذي وصفته بأنه إحتفال نوفمبري،وذلك في إشارة إلى إحتفالات السابع من نوفمبر التي كان ينظمها النظام السابق كل عام بمناسبة ذكرى وصول بن علي إلى الحكم.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات