مختار بلمختار إستمد خبرته القتالية في أفغانستان قبل عودته للجزائر..وهو أحد القادة الرئيسيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

نهاية درامية تلك التي إنتهت إليها عملية خطف عشرات الرهائن الغربيين و مئات الجزائريين في منطقة لإستخراج الغاز تدعى حقل “عين أميناس” و هو منطقة للغاز الطبيعي تشغله شركة سوناطراك الجزائرية و بريتيش بتروليوم البريطانية و ستات أويل النرويجية و يقع الحقل جنوب شرقي الجزائر قرب الحدود الليبية .

فقد قامت قوات الكوماندوز الجزائرية بإقتحام المجمع المحتجز فيه الرهائن في محاولة لإنقاذهم و ذلك عندما حاول الخاطفون نقل الرهائن من مكان إحتجازهم إلى مكان أكثر أمنا .

وبينما أعلنت السلطات في الجزائر إنقاذ 600 موظف جزائري

و4 أجانب ممن يعملون في المنطقة أعلن الخاطفون وهم ينتمون إلى كتيبة تدعى “الموقعون بالدماء” أن العملية أسفرت عن مقتل 34 من الرهائن الأجانب و 15 من المسلحين الخاطفين .

وقد تباينت ردود الفعل بين الحكومة الجزائرية من ناحية والدول التي لها موظفون أجانب كانوا ضمن الرهائن و ربما يكونوا قد قتلوا أثناء عملية الإقتحام .

فقد أعلنت لندن أنها أبلغت بعملية الإقتحام بعد بدايتها و ليس قبلها وأن الحكومة الجزائرية رفضت المساعدة التي عرضتها لندن .

أما باريس فأعربت عن قلقها حيال الوضع المأساوي الذي آلت إليه الأمور..وقد رأت فرنسا أن ما يحدث في الجزائر يبرر مجددا القرار الذي إتخذه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بالقيام بعمليات عسكرية في مالي .

وكتيبة الموقعون بالدماء و التي قامت بخطف الرهائن أسسها “مختار بلمختار” الشهير بالأعور لفقده إحدى عينيه في إنفجار قنبلة وهو من مواليد الجزائر عام 1972 وإستمد خبرته القتالية في أفغانستان قبل عودته للجزائر..وهو أحد القادة الرئيسيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو الذي أدخل التنظيم إلى شمال مالي وقد إنفصل عن هذا التنظيم نهاية عام 2012 وأعلن عن تأسيسه جماعة مسلحة جديدة هي الموقعون بالدماء وله علاقة مباشرة بعمليات الخطف التي إستهدفت الأجانب في شمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة .

وحقل عين أميناس الجزائري الذي يعمل به موظفون أجانب كان هدفا إستراتيجيا لهذه الجماعة ردا على التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي..ولأن الجزائر سمحت لفرنسا بإستخدام مجالها الجوي لشن هجماتها على مالي مما دفع الجماعة للقيام بهذه العملية إنتقاما من الأجانب خصوصا الفرنسيين كمحاولة لإجبار القوات الفرنسية و القوات الدولية الاخرى التي تتجه إلى مالي بالإنسحاب وعدم الإنخراط في هذه الحرب إلا أن العملية أنتهت بفشل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رغم الخسائر في الأرواح من الجانبين .

Tweet