شهدت مدينة بورسعيد (شمال مصر) اليوم (السبت) حرب شوارع، ويسمع دوي إطلاق نار بالقرب من سجن بورسعيد العمومي، وذلك في أعقاب صدور حكم بإحالة أوراق 21 متهما لمفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي لاعدامهم.

وبدا المشهد بمثابة حرب شوارع تسبب فيه إعلان جماعة الإخوان المسلمين، عبر ذراعها السياسي حزل الحرية والهدالة، ما فسره أهالي المدينة بأن الحكم تهدئة للشارع المصري الذي يغلي في الذكرى الثانية للثورة إثر فشل الرئيس المصري وحكومته في وقف نزيف الدماء، أو تحقيق مطالب الثورة التي جاءت به للحكم: الخبز، والحرية، والعدالة الإجتماعية.

أمهات الشهداء يعبرن عن ردة فعلهن إثر النطق بالحكم

وذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) أن حالة من الهياج والغضب والصراخ والعويل انتابت أهالي المتهمين الصادر ضدهم حكما بالإعدام في قضية مذبحة بورسعيد، وقام على إثر ذلك عدد كبير المتجمهرين بالمحافظة بمحاولة لإقتحام سجن بورسعيد لتهريب ذويهم إعتراضا على الحكم بعد أن قضت محكمة جنايات بورسعيد اليوم بإحالة أوراق 21 متهما في قضية مجزرة إستاد بورسعيد إلى فضيلة المفتي.

وأضافت أن الإشتباكات اسفرت عن نشوب مناوشات بين قوات الشرطة والمتظاهرين، قامت على إثرها قوات الشرطة بإلقاء قنابل غاز مسيلة للدموع بعد التعدي عليهم من قبل ذوي المتهمين وقذفهم بالحجارة.

وأدت حالة هياج ذوي المتهمين إلى قيامهم بتخريب وتكسير المنشأت العامة المجاورة والتعدي علي بعض الإعلاميين وتكسير السيارات الموجودة في المنطقة. بينما عمت ميدان التحرير وأمام النادي الأهلي بالجزيرة، القاهرة، هتافات للعدل الذي أتى بالقصاص لأسر الشهداء.

وذكر أحد شهود العيان، أنه تم سماع دوي إطلاق رصاص بجوار السجن، فيما أعلنت مديرية الشئون الصحية بالمحافظة حالة الطوارىء لإستقبال المصابين، وبدأت سيارات الإسعاف في نقل المصابين الذين لم يتم حصر أعدادهم حتى الآن، إلا أنهم لا يقلون عن 22 قتيلا ومئات المصابين، حتى الآن.

وقررت محكمة جنايات بورسعيد في جلسة اليوم برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، وبإجماع آراء هيئة المحكمة، إحالة أوراق 21 متهما في قضية أحداث مجزرة ستاد بورسعيد الرياضي، إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم.

وحددت المحكمة جلسة 9 مارس المقبل للنطق بالحكم في القضية بشكل نهائي وعلى جميع المتهمين والبالغ عددهم 74، عقب ورود رأي فضيلة المفتي، مع استمرار حبس المتهمين المحبوسين احتياطيا على ذمة القضية.

كما قررت المحكمة استمرار العمل بقرار حظر النشر في القضية، ومطالبة النيابة العامة بتحريك الدعوى الجنائية تجاه كل من خالف قرار حظر النشر، أيا كان موقعه.

يذكر أن مذبحة بورسعيد وقعت خلال مباراة لكرة القدم بالدوري العام بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، في الأول من فبراير العام الماضي، راح ضحيتها 72 قتيلا من جمهور النادي الأهلي فضلا عن عدد من المصابين.

وعقد الرئيس المصري محمد مرسي صباح اليوم (السبت) اجتماعا مهما مع مجلس الدفاع الوطني بحضور وزير العدل ووزير الإعلام ورئيس جهاز الأمن الوطني، حسبما ذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)).

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي، في بيان له، إن الاجتماع يتناول أحداث العنف والقتل والخروج على القانون التي صاحبت المظاهرات التي اندلعت أمس الجمعة في عدد من المحافظات بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير المجيدة وسبل التعامل معها بما يحقق إعادة الهدوء للشارع بشكل عام وتقديم الجناة إلى العدالة بأقرب وقت ممكن.

وشهدت محافظات مصر أمس تظاهرات احتجاجية حاشدة، في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بميدان التحرير بالقاهرة، والميادين الرئيسة بعدد كبير من محافظات مصر، كما تم تنظيم عدد من المسيرات التي انطلقت من المساجد الكبرى.

وتخلل التظاهرات والاحتجاجات اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن، فيما قام متظاهرون بمحاولات لاقتحام عدد من مقرات دواوين المحافظات، ومقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، وعدد من مديريات الأمن وأقسام الشرطة، ومحطات مترو الانفاق.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، أن حالات الاصابة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير ارتفعت إلى 456 حالة، بالاضافة إلى 7 قتلى من بينهم 6 في محافظة السويس، وحالة وفاة أخرى بمحافظة الاسماعيلية.

Tweet