إنتهازية حكم المرشد للسيطرة على مصر بمساعدة مرتزقة حماس

09:11 مساءً السبت 26 يناير 2013
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الألتراس. بداية القصاص

من الطبيعي أن يكون إنتقادي موجها لمرشد الإخوان المسلمين و نائبه خيرت الشاطر لا إلى د. محمد مرسي و رئيس حكومته الفاشلة هشام قنديل فليس من الطبيعي على الإطلاق أن تشهد مصر ما شهدته من أحداث جسام فى 25 يناير 2013 تنذر بثورة جديدة دموية أو حرب أهلية ضروس تأكل الأخضر و اليابس بين مختلف فئات الشعب و طوائفه و السبب المباشر في ذلك التقسيم و التشظي الذي تعرض له المجتمع المصرى بسبب الحكم غير الرشيد ل د. محمد مرسى والذي إنهارت على يديه أركان الدولة المدنية فى فترة وجيزة ” ستة أشهر ” بدا فيها جليا واضحا إنحياز الرئيس المصري للجماعات الدينية المتطرفة بشكل عام و جماعته جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص ؛ و ظهر بوضوح أن الرئيس و حكومة قنديل بكل ما صدر عنهم من قرارات متخبطة يتراجعون عنها بعد ساعات ليسوا هم الحكام الحقيقيون للبلاد .. وفي كل مرة كان الذي يظهر فى الصورة ليصرح أو يقرر دون صفة رسمية أو نظرية هم المرشد و نائبه و قياديي جماعته ؛ و كنا نشهد وقائع كارثية على الأرض كتحول مصر لمرتع لمسلحي حماس الذين كانوا يظهرون إلى جانب ميليشيات الإخوان يقتلون و يعتدون على أبناء الشعب المصري .. ويقومون بحراسة و تدريب حرس قيادات الإخوان .. إذن فإن الحاكم الفعلي لمصر هي هذه الجماعة غير الشرعية و غير القانونية ذات التاريخ الإرهابى العتيد و التي خرجت من عبائتها معظم الجماعات الإرهابية المتطرفة .

– هذه الجماعة التي إعتبرت “مرسى” و أقاربه الذين جثموا على صدور المصريين جهازا تنفيذيا لجماعة الإخوان .. وصلوا إلى قمة التحدي و الوقاحة السياسية في مواجهة الشعب المصري ؛ فبعد تخلصهم من وزير الداخلية السابق ” أحمد جمال” عقابا له على عدم حماية مقراتهم و إمتثالا لأوامر أحد أمراء الإرهاب الجدد ؛ وكان قد سبق ذلك التعدي على القضاء و النائب العام و المحكمة الدستورية التى حوصرت بميليشيات الإخوان و إصدار إعلان دستوري باطل ترتب عليه تمرير دستور باطل و مجلس شورى باطل وضع على رأسه أحد أقارب مرسى ليتولى مؤقتا مهمة التشريع حتى ينتخب مجلسا غير شرعى للنواب آتيا من رحم كل هذه الإنتهاكات للشرعية التي حنث فيها رئيس الدولة باليمين الدستورية التى أقسم عليها أمام المحكمة الدستورية العليا التي عصف بها ؛ و مرة ثانية أمام الشعب في ميدان التحرير و لم ينفذ وعوده له .. و ربما كانت المرة الثالثة التي أقسم فيها أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة هي التي شهدت إتفاقا ما بين الطرفين .. و إرتأى كل المراقبون فيما بعد إن ما حدث و يحدث و سيحدث ورائه المرشد و نائبه و ربما وضعت في الحسبان و لو بشكل مؤقت رغبات بعض أمراء الجماعات الإسلامية المتطرفة ربما بقصد تأليف قلوبهم لكي يعاونوهم في القضاء على خصومهم حيث أن بعضهم له خبرة كبيرة في الإرهاب و القتل و التخريب .. و قد إستقدمهم “مرسي” من أفغانستان و الشيشان و فلسطين و من كل صوب و حدب فضلا عن من أخرجهم من السجون و منحهم عفوا عاما .. و كيف لا و هو نفسه كان محبوسا على ذمة قضية تخابر هرب خلال الثورة من السجن بمساعدة عناصر مماثلة لهؤلاء ثم أغلق الملف تماما دون تحقيق و قبل ترشيحه للرئاسة وبعدها و هو ما يؤكد وجود صفقة بينه وبين بعض العسكر .. لكن ذلك كله كان ضمن سياسة لم يكن “مرسي ” هو مخططها أو الرجل الأول فيها ..
– و مع إقتراب ذكرى ثورة أو بالأحرى إنتفاضة 25يناير الثانية متزامنة مع إحتقان شديد فى الشارع المصري من جراء تردي الحالة الأمنية و الإقتصادية و المعيشية و السياسية ؛ و تتواتر الأحداث و المخاوف بسرعة شديدة لم يلاحظ المصريون بدقة خطاب ” مرسي ” للأزهريين فى ذكرى المولد النبوي الشريف و صدارة مرشد الإخوان و الشيخ يوسف القرضاوي للمشهد دون شيخ الأزهر .. مع إمتعاض واضح بدا على معظم الحاضرين فيما عدا “هتيفة و مصفقي ” جماعة الإخوان ..
– و في خضم الأحداث و الكوارث المتلاحقة و الأحداث الدامية التي أسفرت عن سقوط تسعة شهداء جدد أمس و أكثر من أربعمائة جريح ؛ و رد فعل مستفز و لامبالي من رئيس دولة خشي من الظهور علنا و مواجهة شعبه .. فخاطبهم بتصريحات إنشائية لم يعد يصدقها الشعب على الموقع الإجتماعي ” تويتر” و كأنه يمعن فى تعميق الهوة بينه و بين الشعب المصري أكثر مما هي عليه ؛ ثم مغادرته بمنتهى البساطة للبلاد متجها إلى “أديس أبابا” و رئيس وزرائه الفاشل سياسيا إلى منتدى “دافوس” تاركين البلاد فى فراغ دستوري و بلا رأس يحكمها على الأقل نظريا لا يمكن تفسيره إلا أنه إمعان فى إحتقار و إستغفال شعب غاضب بعد أن تأكد من خداع و كذب من يحكموه .. ؛ ربما لم يلاحظ كثيرون أن قضية شهداء النادي الأهلي فى بورسعيد محجوزة للحكم في اليوم التالي الموافق 26 يناير و أن الإخوان الذين يسيطرون الأن على مفاصل الإدارة سوف يحاولون إستغلال الموقف بشكل أو بأخر خاصة مع تغولهم على القضاء و ظهور ما يسمي ب ” نيابة الثورة” في وجود نائب عام مطعون على شرعيته يعلن عن ظهور أدلة جديدة في آخر وقت بحيث بدا الأمر مناورة سياسية جديدة هدفها إمتصاص غضب جمهور “ألتراس أهلاوي” خوفا من إنضمامه ليكون قوة مضافة للثوار ضد حكم الإخوان
– بكل تأكيد لا تعقيب أو تعليق على أحكام القضاء لكن الفرح العارم الذي عم جمهور النادي الأهلي جعلهم يتغاضون عن أن هذا الحكم ليس نهائيا و أن الذين أحيلت أوراقهم لفضيلة المفتي “و رأى المفتي إستشاري بالمناسبة” قد يكونوا هم الأداة التي تم إستخدامها فى القتل ؛ لكن من كان ورائهم و كلفهم بهذه المهمة الإجرامية لهدف سياسي مازال مجهولا طليقا ؛ و القيادات الأمنية التى أهملت أو تواطئت و هى مسئولة مسئولية كاملة مازال مصيرها بيد المحكمة ؛ و الإحتفال المتسرع لجمهور النادي الأهلي يؤكد أن هناك شيء ما خطأ .. خاصة مع إحتقان الوضع بينهم وبين جمهور بورسعيد رغم إتفاقهما على مطلب القصاص من الفاعل الحقيقي ؛ و لابد أن يفكر الجميع بروية ليجد أن الإحتمال القوي و الملح هو إختراق جماعة الإخوان للجمهورين من أجل صنع فتنة و وقيعة تمزق الصف و تكرس الإنقسام في البلاد لصالح حكم الإخوان وهي إنتهازية معروفة عنهم
– الأمر المذهل و المحبط أن أبناء النادي الأهلي و مشجعيه و هم السواد الأعظم من الشعب المصري من جهة و أبناء المدينة الباسلة بورسعيد و مشجعي النادي المصري من جهة أخرى يقتتلون كأعداء ؛ فيما ترتع عناصر من حماس قدرتها بعض المصادر بالألآف فى التراب المصري بسلاحها لتساند جماعة الإخوان المسلمين .. بينما لو أنتهت تلك الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لأنهوا حكم الإخوان في ساعة من الزمان و لأبادوا عناصر المرتزقة التي دخلت مصر لتساندهم ؛ الغريب في الأمر أن المؤسسة الأمنية و العسكرية تترك هؤلاء المرتزقة يعيثون في بلادنا فسادا ..
– إذا لترجع جماهير الأهلي و بورسعيد لجادة الصواب و تعود لرشدها و تسأل نفسها عن المستفيد من تلك الجريمة القذرة و المستمرة
عودوا لرشدكم. إرهابيو  الجماعات الدينية المتطرفة يهددونكم بأن التوابيت فيها متسع للجميع إذا حاولنا إسقاط مرسي و إخوانه المستعينين بمرتزقة حماس لقتلنا بينما وزير الداخلية الجديد يرتكب جرائمه لقمع الشعب و الجيش يتفرج على تهديدنا من إرهابيي الداخل و الخارج .. بينما تستطيعون يا رجال مصر أن تسحقوهم لو أنهيتم الفتنة التي أججها الإخوان بينكم لأنهم المستفيد الوحيد مما يحدث و ليس بعيدا أن يكونوا وراء تدبيرالجريمة الأصلية فهم الطرف الوحيد الذي إستفاد منها و ربما فعلها مرتزقتهم و إلصقت القضية بمجرمين من أصحاب السوابق ليسهل إقناع الناس بالكذب الحكومي المعتاد الذي أصبح كذبا فاجرا بعد أن أصبحت حكومة الإخوان التي يرقص رئيسها على جثث شهداء مصر في دافوس .. حقا أنها حكومة حانوتية و قتلة أطفال لابد من محاكمتها هى و الرئيس الذي آتى به لأنه مسئول عن دماء المصريين ..
_ ملحوظة : خلال كتابة تلك السطور و عقب إعلان حكم المحكمة فى قضية مجزرة بورسعيد .. إندلعت أعمال عنف أمام سجن بورسعيد أسفرت حتى الأن عن 29قتيلا و ونحو 300جريح ؛ و قيل أن وزير الدفاع و رئيس الأركان و قادة الأفرع الرئيسية بالجيش مجتمعون من الرئيس “مرسى” الذى عاد للطفو على السطح من جديد بعد إختفائه و إعلان سفره و هو ما يكرس لحالة الغموض التى نحياها مع حكم الإخوان لبحث الأوضاع فى بورسعيد ؛ و ينتظر إعلان حظر التجوال ؛ كما أعلنوا أن إنتشار الجيش فى السويس ليس معناه عودة الجيش إلى الشارع ؟! ؛ و البقية تأتي أنه حكم مشئوم لجماعة هي النحس و الموت بعينه على هذه البلاد

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات