د. سليمان العسكري، في حديث لتلفزيون الكويت، حول فعاليات الملتقى

الكويت: في مؤتمر صحفي عقده د.سليمان إبراهيم العسكري رئيس تحرير مجلة (العربي)، أعلن في العاصمة الكويتية عن فعاليات ملتقى العربي الثاني عشر (الجزيرة والخليج العربي.. نصف قرن من النهضة الثقافية) والتي تقام بدءًا من الإثنين 4 مارس إلى الخميس 7 مارس 2013.

في البداية عرض د.سليمان إبراهيم العسكري للعناوين التي تناولتها الندوات السابقة والتي نظمتها (العربي) منذ العام 2001، سنويا، بما وضع الحدث الثقافي والفكري السنوي على خريطة الأحداث الثقافية العربية الكبرى.

خلال المؤتمر الصحفي، العسكري متحدثا، وإلى اليمين أحد منسقي الملتقى الكاتب أشرف أبو اليزيد ، وحمود العازمي، مدير إدارة التحرير

وحول اختيار الموضوع قال العسكري إنه خلال السنوات الخمس الأخيرة كانت هناك ملاحظة في مجلة «العربي» ـ بحكم ما تتلقاه من مواد، وما تنشره وتتابعه تواتر النشاط الثقافي في منطقة الجزيرة والخليج العربي، سواء عبر ظهور روايات لافتة لعدد كبير من الكتاب الخليجيين لاقت التفاتا من القراء العرب وعبرت عن مواهب جديدة من الكتاب الذين عبروا عن العديد من القضايا المسكوت عنها، أو ابتكروا أساليب سردية جديدة، ثم أصبحت هذه الأعمال قادرة على التنافس وتحقيق جوائز عربية وعالمية لفتت انتباه العالم العربي والعالم.

وقال العسكري:

“كانت ترد إلينا في «العربي» أعداد كبيرة من الدواوين الشعرية لشعراء من المنطقة من أجيال مختلفة تكشف عن الطفرة الكبيرة التي حققتها القصيدة الخليجية التي قدمت أسئلتها الفنية والشعرية التي تعبر في النهاية عن سؤال القصيدة العربية الحديثة.  كما التفتنا إلى موجة جديدة من الأعمال السينمائية الروائية والتسجيلية لفنانين خليجيين من الكويت والإمارات وقطر والسعودية والبحرين وسلطنة عمان، كشفت أن هناك جيلا جديدا مشغولا بقضايا المنطقة والتعبير عنها سينمائيا، دون أن يتجاهل النقلة الكبيرة التي حققتها التقنيات الجديدة في صناعة السينما. إلى جانب ذلك، كان هناك نشاط له تاريخ طويل في المنطقة يتمثل في نوعين فنيين هما الدراما والمسرح، وبين آن وآخر كان هناك ما يلفت الانتباه، سواء في أعمال درامية استقطبت اهتمام المشاهدين العرب والإعلام العربي، أو من أعمال مسرحية ناضجة لشباب مسرحيين أو من أجيال أكبر قليلا مثل تجربة سليمان البسام هنا في الكويت، التي استطاع بها أن يعبر الحدود ويجد لها متلقيا خارج حدود المنطقة ويتفاعل معها، وتجارب المسارح الأهلية في أكثر من قُطر من أقطار المنطقة. ولهذه الأسباب جميعا وغيرها وجدنا أنه من المناسب الآن أن نلقي الضوء على النهضة الثقافية والفنية التي تحققت في منطقة الجزيرة والخليج العربي خلال فترة زمنية تربو الآن على نحو نصف قرن، تواصلت خلالها أجيال عدة في مناحي الأدب والفن المختلفة، والتي سوف تفتتح يوم الإثنين 4 مارس 2013 في الساعة السادسة مساء بالقاعة الماسية بفندق شيراتون الكويت، وتقام تحت رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وينوب عنه في افتتاح الملتقى معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح”.

وقال العسكري إن هدف هذه الندوة أولا أن إلقاء الضوء على الكثير من ملامح هذه النهضة وتقديم قراءات تاريخية ونقدية لها، وتعريف أبناء المنطقة من المتلقين ومن الفنانين والمثقفين على هذه التجارب وخلق نوع من التفاعل بينهم. وفي الوقت نفسه نقوم بتعريف بقية أرجاء العالم العربي بهذه المنجزات الثقافية بحيث تكون «العربي» جسرا بين هذه النهضة الثقافية وبين المتلقين والإعلاميين والمثقفين العرب في أرجاء العالم العربي، وخصوصا أن هذا المنجز الثقافي والفني في المنطقة هو امتداد للمنجز الثقافي العربي، وإسهام في الإجابة عن الأسئلة الفنية والثقافية والأدبية المطروحة في ساحة الثقافة العربية إجمالا.

وتحاول العربي عبر محاور هذا الملتقى أن نفسح حيزا معقولا لكل نوع أدبي أو فني،  خلال عشر جلسات، فخصصت أكثر من جلسة لمناقشة قضايا السرد في المشهد الروائي الخليجي المعاصر، مع الاحتفاء بأعمال الكاتب عبدالرحمن منيف بوصفه أحد الرواد المؤسسين للرواية الخليجية المعاصرة الذي حظيت أعماله باهتمام نقدي كبير، وباهتمام جماهيري أيضا، كما خصصنا جلسة حوارية للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل يلقي فيها الضوء على تجربته الأدبية عبر حوار يديره كاتب شاب يمثل جيل الامتداد لجيل الرواد، وهو سعود السنعوسي الذي لفت الانتباه بروايته «ساق البامبو» ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، كما سيكون السنعوسي أحد من يعرضون شهاداتهم عن الكتابة بين عدد آخر من الكتاب الشباب من السعودية وسلطنة عمان في جلسة أخرى.

الممثل الكويتي سعد الفرج في فيلم تورا بورا

كما خصصنا جلسة للسينما الخليجية تتضمن عدة أوراق بينها ورقة للمخرج بسام الذوادي من البحرين الذي سيقدم ورقة عن السينما البحرينية، بينما يقدم بشار إبراهيم ورقة عن السينما الإماراتية، والتي سوف تلقى خلالها عدد من شهادات السينمائيين الخليجيين عن تجاربهم السينمائية بينهم عبدالله المخيال ووليد العوضي من الكويت، ونواف الجناحي من دولة الإمارات، وأيبي إبراهيم من اليمن. بالإضافة لفيلم تسجيلي قصير للمخرج التسجيلي الكويتي عبدالله المخيال بعنوان «الصحراء العربية» سوف يعرض بين فعاليات افتتاح الملتقى يوم الإثنين المقبل 4 مارس2013.

كما سيلتقي جمهور الملتقى مع الفنانين عبدالله السدحان من السعودية وسعد الفرج من الكويت لإلقاء الضوء حول شهادة كل منهما في العمل الدرامي، في إطار جلسة خاصة بالدراما الخليجية. وسوف يتم تكريم مجموعة من أبرز الكتاب والشعراء الخليجيين الذين أسهموا بدور بارز في النهضة الثقافية الخليجية وأثروا المكتبة العربية بعدد من الإنتاجات الفكرية والأدبية اللافتة.

هذه هي الخطوط العريضة التي تشكل ملامح فعاليات ملتقى العربي الثاني عشر، الذي نأمل أن يكون فرصة جيدة لطرح النقاش حول أهم قضايا الثقافة في الجزيرة والخليج العربي وفرصة جيدة لإلقاء الضوء على مسيرة تلك النهضة الثقافية، آملين أيضا أن تكون في هذه الندوة فرصة لتوفير المزيد من الدعم والاحتضان لشباب المبدعين الخليجيين من الحكومات الخليجية ومن المؤسسات الأهلية على السواء، باعتبارهم ثروة هذه البلاد وركيزة صناعة حضارة المجتمعات ومستقبلها.

أشرف أبو اليزيد

وقال أشرف أبو اليزيد، محرر مجلة (العربي)، وأحد منسقي الملتقى مع زميله الروائي  إبراهيم فرغلي: إن العربي بدأت العام الماضي في ملتقاها سنة حميدة عبر أمسية للشعر أحياها الشعراء العرب في المهجر، وهي في هذا العام  تحاول إبراز التنوع الكبير في التجربة الشعرية الخليجية عبر جلسة تضم قراءات نقدية للقصيدة الخليجية المعاصرة قديما وحديثا، بالإضافة إلى الأمسية الشعرية التي سوف تقام في السابعة والنصف من مساء الثلاثاء 5 مارس (في جمعية الخريجين بمنطقة بنيد القار) ويشترك فيها عدد من الشعراء الخليجيين: من البحرين الشاعر  قاسم حداد و الشاعرة بروين حبيب، ومن اليمن الشاعر علي المقري والشاعرة هدى أبلان، ومن الإمارات الشاعرة خلود المعلا، إضافة إلى سعدية مفرح  والشاعر إبراهيم الخالدي من الكويت.

كما أشار أشرف أبو اليزيد إلى الأمسيات السينمائية لعروض 3 أفلام بواقع فيلم كل ليلة في قاعة سينما جاليري ليلى بالسالمية باعتبارها نماذج مختارة من السينما الخليجية، وهذه الأفلام الثلاثة هي: «تورا بورا» لوليد العوضي (الكويت)، و«الحاجز» لبسام الذوادي (البحرين)، و«ظل البحر» لنواف الجناحي (الإمارات)، في التاسعة والنصف مساء أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس (5 _ 7 مارس).

Tweet