يمكنك أن تعتبر «مليجى» بطل العالم فى (البصق) مسافات طويلة لو أن هناك رياضة بهذا الاسم، فالرجل مشهور ببصقه طوال الطريق وهو يقود التاكسى الأبيض الذى يعمل عليه بالوردية، وحين أقابله وأركب معه يصر على ألا يعمل بالعداد، وألا يقطع برزقه حيث سأعطيه حتماً ما يزيد على العداد، وفى هذه المرة كان «مليجى» محتفظاً ببلغم اليوم السابق كى يستخدمه -كعادته- فى حديثنا حين يعجز عن الرد، فيبدأ فى البصق، و……………………

«وهو خيرت الشاطر ده يا باشا بالأجنحة لا مؤاخذة؟؟». تظرت مستفهماً فأكمل: «ماهو مش معقول يلبس كل حاجة فى البلد.. يعنى الرئيس فاشل يبقى خيرت اللى بيحركه. وبعدين يروح طاير فووووووو عشان يحرك الألتراس، وبعدين يطير فووووووو يظبط الدنيا مع قطر ويبيع لهم البلد، وبعدين فوووووووو.. يطرمخ مع أمريكا ويسيب لهم الرقم القومى رهن لغاية ما ياخد مصر لفتين أو مدتين، وبعدين فووووووووو.. يظبط الدنيا مع غزة وحماس، وفوووووو.. يظبط إيران، ده ناقص يقولوا إنه ف وقت فراغه بينفخ عجل لعيبة الزمالك ويخليهم يكسبوا ماتشاتهم كلها.. دى ماحصلتش من سنين».

تبدو عقلية «مليجى» وكثيرين مثله عصية على الفهم بالنسبة لأمثالى. هو يكره الإخوان لكنه يلتمس لهم العذر. قرفان منهم، لكنه يحاول تبرئة «خيرت»، ويبدو أنه سمع ما يدور فى ذهنى فعقب:

«مش قصدى طبعاً أقول إنه ملاك نازل م السما، ولو إنه برضه هيبقى بالأجنحة ههههههه خخخخخخخ».

وماذا تقصد إذن يا عم «مليجى». يصمت قليلاً ولا يجد ما يفعله فيبصق من جديد وهو يلتفت لى ويشرح وجهة نظره:

«لو خيرت ده مات دلوقت بعد الشر بعد الشر.. ولو إنه يعنى لو واثق من نفسه هيبقى عايز يروح الجنة وكده.. إنما لو مات دلوقت.. فكرك الإخوان هيقعوا؟؟.. أبسلوتلى.. الإخوان ساعتها هيعملوا صفحة: كلنا خيرت الشاطر».

كانت وجهة نظره سليمة، ولعله استحسن صمتى فأكمل:

«المشكلة مش شخصية مع خيرت.. المشكلة مع لا مؤخذة المقرر».

قلت له: تقصد المنهج؟، فرد:

«يا باشا منهج والّا مقرر ما احنا فى الآخر برضه بنسقط. وبعدين عارف المشكلة الأكبر فى إيه؟؟ إن مفيش دكر فى اللى موجودين يجمع الناس حواليه ويعمل نفسه راس براس مع الإخوان. حتى المرشحين بتوع زمان منظرهم بياخدوا تان فى جمصة، ويفقعولك تصريحين فى الأسبوع، وأشوفك أمس يا إكسلانس».

سألت «مليجى»: طب والجيش.. كثيرون الآن يدفعون بالجيش للعودة للحكم. بصق «مليجى» من جديد وهو يقول:

«جيش يحكمنا تانى؟؟.. ربنا حليم ستار يا باشا».

قلت له: طب ما احنا كده مش هنخلص يا مليجى. لا فيه قوى بديلة ولا الجيش لو رجع هياخد شرعية، ومرسى والإخوان خاربين البلد، وخيرت يدفعنا للانفجار و………..

قاطعنى «مليجى»:

تانى هتقول لى خيرت.. يا باشا الناس دى ركبت وخيرت بس بيقول (شييى.. حااااا)، وعمرها ما هتمشى لأنها هتتسفلت لا مؤاخذة وهيتعمل فيهم سيكو سيكو لو بعدوا عن الحكم.

– طب والحل يا مليجى؟

– باشا.. ممكن أقول لك كلمة أبيحة.

– هه.

– لما بتسألنى عن الحل أمال أنا أعمل إيه.. أجيب أجنحة.

نزلت وأنا أقول له: اسأل خيرت.

ولم يرد «مليجى».. بصق.

Tweet