كانت الجمعة الماضي موعدًا للإذاعة الحلقة الثانية من (البرنامج) الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف. مرت الدقائق بعد الموعد المحدد وشاشة (سي بي سي) لا تزال تغطي أحداث التحرير المشتعل مليونية المتظاهرين ضد الإعلان الدستوري وديكتاتورية الرئيس التي تركت مهدها، لتهدد الديمقراطية الوليدة، وتشغل الاستوديو بالمحللين بين مفسرين ومقبلين ومدبرين في الآستوديو، وبعد ساعة أو تزيد تأكد الجميع أن (البرنامج) لن يذاع.
عودًا على بدء، تسربت أخبار عما حدث، فقد عرض منفذو الإذاعة حذف الجزء الذي يأتي على سيرة عماد الدين أديب، سواء في ثلث الحلقة الأول، أو اللقطات التي تلته في باقي الوقت. لم يكن ذلك بالنسبة لنص كتب بحنكة، وأداء تفوق على نفسه بالأمر الهين، ففضل القائمون على (البرنامج) عدم إذاعته، ولكن البث تم في المكان الذي ولدت به موهبة باسم يوسف: الإنترنت. من هنا بد باسم بلس، ومن هنا بثت الحلقة الثانية، التي أجهزت على ما بقي من صورة أديب الإعلامية، الذي تباهى بكثير من الغرور بأنه صاحب 16 ألف حلقة، لو أذيعت ثلاث منها أسبوعيا دون توقف لاحتاج إلى 85 سنة. إنه إعلامي مخضرم، ولكن ليس إلى هذا الحد.
مثل مسرح المونودراما، هناك نص، وفضاء، وجمهور، وثيمة، وعقدة، وبداية، ونهاية، ومشاهد، ويظل البطل هو القدرة السحرية على مزج ذلك كله، وهي قدرة لم تكن لدى الرئيس المصري الدكتور الناساوي (نسبة إلى العمل بوكالة ناسا الأمريكية يومًا)، فهو لم يستطع أن يجمع الصلاحيات دون أن يهدر رصيده لدى المصريين الذين انتخبوه، حتى أن كثيرًا منها خرج يتبرأ من انتخابه، أو يعتذر علانية على ذلك الفعل الفاضح، الذي ارتكبه مخضرم آخر هو حمدي قنديل، مثالا.
يبني باسم يوسف علاقته مع جمهور الشاشة من خلال ما يؤسسه مع جمهور المسرح. التجربة الفريدة ـ الأولى في العصر الحديث ـ ربما تستدعي فكاهات ساعة لقلبك، ولكن سذاجة وبراءة الماضي لا يمكن أن توازيها سخرية الحاضر التي تلعب بالألفاظ وتستفيد من مخيلة بصرية واستدعاءات ترفع سقف الحوار. من هنا كان نقده في حلقة يوتيوب، للإعلامي المخضرم، وللرئيس موحد السلطات، كمن يذبح بسكين بارد ديكتاتوريتين معًا. إنه صوت الديمقراطية الذي لم يعد يرضى بالصمت.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
فاطمة الزهراء حسن
4 ديسمبر, 2012 at 8:26 م
حلقة مذهلة وأداء بارع للإعلامي المحترف المبدع باسم يوسف , حلقة في الجون