تتحرك الشاعرة اللبنانية ليلى عساف وتنطلق الى الأعماق ، فقد غاصت الى السحيق المتشابك بجذور الحياة، وصعدت الى عنان الذات والمكان ، فوصلت الى حيث تريد، فكانت قصيدتها في ثبات مرآة روحها. قصائد مرآة صافية تعكس حضورها في زحمة الحياة والقلق.
وتقول الشاعرة :
” انني دائماً ذاتي ، عيناي السوداوان وأسباب وحجج..
سعيدة بزقزقة عصفور وقطرة مطر..حالمة ، عاشقة لكل مخلوقات الله..أحسب الأرض بيتي الكبير.أبالغ ربما وكأني لست من هذا العالم الصاخب بالأجهزة والماكينات..دائماً هناك جلبة..
الأمكنة التي نحبها تغادرنا أو نغادرها.
كأنني أعيش في محمية خاصة بي ، فيها بعض الأحيان مصالحة مع الذات، مع ظهور الأجهزة الخلوية التي أحدثت تواصلاً وتشوهاً في علاقة الانسان مع الآخر، حيث الطمأنينة خسرت كثيراً من أسبابها.
الأمكنة التي أحببت دائماً أبحث عنها بأنفاسي..وأحياناً لألمسها.
الأمكنة التي عشتها تسكنني حتى القسوة،أن لها روحاً كما للأشياء لغتها.إنها باختصار تسحبنا خارج عزلتنا.
المكان مساحة ترسم حدودها مشاعرك،أمكنة الطفولة بسحرها وسرها برزخ البياض”.
ــــ ما رأيك بالأدب الالكتروني أو الادب الرقمي؟
ـــــــــــــــ إن إنسان الحداثة، يبدو مشغولاً ومهووساً جداً بأدواته الحديثة (الموبايل،الكمبيوتر،الآيباد) وغيرها..كما أنه مهموماً،بثقل الحروب المتكاثرة حواليه..مشغولاً بتأمين الطعام والماء واللباس أو محاصراً بما هو دون التاريخ..
لذا يوماً بعد آخر بات يفتقد أهم عنصر تكويني فيه”الطيران”أعني حركته الداخلية التي يوجدها القلق والبحث الدائم..
أين أدب المستقبل؟ من الهواتف الذكية، والالواح الرقمية،أتساءل لماذا على الآلة أن تلغي تواجد الكتاب والقراءة الورقية..لماذا لا يتعايشان جنباً الى جنب دون أن تنفي خصوصية أحدهما الآخر.
الادب الرقمي أو الالكتروني،قد يحل أزمة القراءة لدى البعض،لكنه يفتح الباب على مصراعيه لمن هب ودب..لنشر نصوصه بأخطائها الكتابية والنحوية والفنية.
للورق، رائحة تصحبني دائماً لأعثر على زرقة السماء.الورق مصنوع من نشارة الخشب المأخوذ عن الشجر،شيء ما فيه يخص نبضاتنا في القراءة التي تختلف عنها خلف لوح زجاجي….
أقلب الصفحة من اليمين إلى اليسار،أو العكس معها يمر هواء..يحرك أنفاساً يتلقاها القاريء فتشتد العلاقة بين الكاتب والمتلقي..
هناك إشعاعات خفية تنفذ الى فضاءاتها عبر الورق،لتصنع تكوينات في وعاء الروح وتوثق العلاقة بين البشر..
في النهاية:
اتمنى ان يصبح نصي مقروءاً،وأن يترجم لتتسع دائرة القراءة ..لأرى
الآخر ويراني..اللوحة تحتاج الى ناظرها وكذلك النص يحتاج لمن يقرأه..
ـــ ماذا تتمنين في بداية هذا العام؟
ـــــــــــــــ أتمنى في بداية هذا العام أن أملك حدقة طفل يلهو فوق رمال ساخنة..
اتمنى قوة شراع يتحدى الاعصار وقوة مياه تدفع الشر..
أتمنى نظرة صقر ثاقبة..
أتمنى أن تعلو ألسنة النار في موقد الذين لايملكون ثمن المازوت..
أتمنى أن تؤمن الأدوية للمرضى المحتاجين، الذين لايملكون ثمن الدواء..أن يعم السلام العالم.
وان أستطيع أن ألد نفسي عبر الشعر واللون..
أن أستقر في بلدي وأشعر أنني أكتمل أن أكتب أكثر وأن تكون كلماتي كثيفة الايقاع والتوهج والايحاء.
أصف نفسي:
بأنني إمرأة “ثري دي”ولست مسطحة.
أنا ربة منزل وأم ومعلمة..رسامة وشاعرة ، أعد مختلفة بعد كل كتابة أو عمل إبداعي..
تسكنني الأمكنة التي أحتفي بها..
متفائلة مع علمي أن التفاؤول يكون أحياناً بلاهة فظيعة..
متمردة على عصرٍ صار خلواً من الدهشة والمفاجأة شا كرة لنعم الله عليّ وأسعى لأتوحد مع كائناته..
أما الآن وقد قطعت شوارع وأرصفة كثيرة وودعت إناساً كثيرين..
رغم كل شيء لن أكف عن نداء الفرح وأطمح للمصالحة مع ألذات ومع الكون.
وكورونا لم تذكريها؟
لأنها سبب وأساس العلة التي تواجهها البشرية في زمن السرعة القصوى باتجاهات الأسى
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
محمد درويش الاعلامي الشاعر
15 مارس, 2021 at 12:03 م
شاعرة حياة هي ليلى عساف بل شاعرة وجود انها قامة فنية تستحق كل التقدير لأنها كتبت في هذا الحوار الجميل مع الشاعر الرائع اسماعيل فقيه قصيدة مشتركة
لقاء الشاعر والشاعرة في هذا الكلام المشترك والهمس الابدي ما أجمله .
الف شكر للشاعر الراقي اسماعيل فقيه على هذا الحوار التاريخي لشاعرة تعيش حياتها كما تكتب الحياة و ذاتها في الكثير من الاعجاب والدهشة تنشره مجتمعا على مداخل بيت قصيدتها بل انها الحياة التي في حروفها سحر لا يضاهى والكنز فيها مشعاع الى ما حدود الكون
.جميلة هي ليلى عساف شاعرة وأكثر….