كشاعرة عبّرت دو بان فانج – جي Du Pan Fang-ge (9 مارس 1927- 10 مارس 2016 )، عن الاضطهاد السياسي وصراعات الهوية الاجتماعية لشعب هاكا تحت الحكم الاستعماري الياباني في أعمالها الأدبية المكتوبة باللغات اليابانية والماندرين (الصينية) ولغة الهاكا. وبعد أن تغلبت على حواجز اللغة في الكتابة، كوّنت دو لقلمها أسلوبا عقلانيًا ومتطورًا لشاعرات تايوان ، مما أهلها للفوز بجائزة هاكا للمنجز الأدبي في عام 2007 لدورها الهام في تطوير مسار الشعر في تايوان.
ولدت دو لعائلة هاكا مرموقة في بلدة شينبو (بمقاطعة هسينشو Hsinchu County شمال تايوان)، لتنشأ مدركة كم الصعوبات والمعضلات التي يواجهها التايوانيون، بدءا من تعرض والدها للقمع في عمله من قبل الحكومة الاستعمارية اليابانية؛ وكذلك أثناء دراستها في المدرسة الابتدائية اليابانية في تايوان، حيث تعرضت دو أيضًا للتنمر من قبل أقرانها اليابانيين، وهكذا شكلت خبرتها في طفولتها فهمها للمجتمع الاستعماري وأثرت على كتاباتها فيما بعد.
عند دخولها مدرسة هسينشو الثانوية الوطنية للبنات، بدأت دو في كتابة الشعر والرواية والنثر باللغة اليابانية كطريقة للهروب من الواقع. وعبرت دو شعرًا عن معاناة المجتمع التايواني، وكذلك المأساة الشخصية التي مرت بها ككاتبة تمثل جيلها؛ “جيل التعددية اللغوية”.
لاحقًا، التحقت دو بالمدرسة الثانوية للبنات لمدة عامين في تايبيه حيث تعلمت أن تكون ربة منزل مطيعة ودرست مهارات نسائية تقليدية مثل الخياطة وتنسيق الزهور. تناقضت “الفضائل التقليدية” التي تلقتها في المدرسة مع هويتها الذاتية كشاعرة، وأجبرتها على التركيز على الحياة الأسرية قبل الاستمرار في كتابة القصائد.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واستسلام اليابان وُضعت جزيرة تايوان تحت حكم جمهورية الصين في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1945، لتبدأ دو في تعلم اللغة الصينية ولتعود إلى المشهد الشعري في تايوان من خلال الانضمام إلى جمعية لي للشعر عام 1965. بتشجيع من أعضاء المجتمع، مثل الروائي تشينج تشينج وين، بدأت دو في نشر القصائد باللغة الصينية.
منذ ثمانينيات القرن الماضي، شاركت دو أيضًا بنشاط في كتابة القصائد بلغة الهاكا للترويج للمهاجرين الأصليين. كانت تعتقد أن الشعر يتشكّل من شعور الفرد ومعرفته تجاه النظام الطبيعي والواقع، وبالتالي فإن أسلوب كتابتها يركز على الأفكار والمشاعر الداخلية بدلاً من الشكل والتقنية لتقديم أفكارها وخيالها حول العالم ببراعة.
على سبيل المثال، غالبًا ما نقلت أفكارها حول الهوية الوطنية وكذلك مقاومة الحكومة اليابانية من خلال الصور النسائية مثل الأقراط وأحمر الشفاه والفساتين في القصائد. وفي الوقت نفسه، عبّرت أيضًا عن حبها تجاه أرض تايوان من خلال استخدام صور المناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية والتايوانيين في أعمالها.
من اليابانية والصينية إلى لغة الهاكا، كانت دو تستكشف باستمرار وتفكّر في العلاقة بين معنى حياتها وثقافتها. ساعد شعرها في رفع مستوى الوعي بهوية الهاكا كما أثرى أدب الهاكا، كما تقول سيرتها الذاتية التي نشرها مجلس شؤون هاكا، وأساطينهم Hakka Affairs Council.
مسرحية السلام
The Play of Peace
كلُّ عام هو عامٌ للسلام
وهناك، كلّ عام، مسرحيةٌ للسلام
للمسالمين الذين يعرفون أن يطيعوا وحسب
للناس المسالمين الذين يعرفون أن يتحملوا وحسب
الذين اجتمعوا أدنى خشبة المسرح
لمشاهدة مسرحية السلام
كل ذلك لأنك تسمح لها بالاستمرار
حشود من الناس المسالمين
تفضل أن تكون أدنى المسرح
تقضم عيدان قصب السكر، وتمص ثمار الخوخ المسكر
محتفظين بحياتهم الوحيدة
بمشاهدة
مسرحية السلام
مهرجان الأشباح
The Ghost Festival
أنت
تستمتع بكونك وسط حشد من الصخب
تسعى “لتنسى نفسك”.
بيد أنني
أصبح أكثر يقظة فأكثر.
فالخنزير الذي ضحوا به في مهرجان الأشباح يعض بشدة على “فاكهة اسمها الرغبة” بفم مفتوح على مصراعيه.
ففي أي وقت،
ما يجعلها تقضم “الرغبة”
إما أنا أو أنت.
أزهار أصداف الزنجبيل
Shell Ginger Flowers
نظرتُ من القطار.
بعد تاويوان جاءت ينجّي.
كانت هناك تلال خضراء
أينعت فيها أزهار أصداف الزنجبيل لتصبح أزهارا بيضاء حليبية.
فتدلت حزمَا كثدي المرأة المترهل،
فتشبه الصدور وهي تتأرجح تحت الأوراق الشاهقة والعملاقة.
بينما كنت أتوجه جنوبًا، أردت رؤية المشهد
الذي رأيته من النافذة في القطار المتجه شمالاً إلى تايبيه.
لكن،
كنت جالسة على الجانب الخطأ من القطار،
وما رأيت سوى
صخرة ينجى فى كوكسينجا.
الصوت
The Voice
لا أدري متى كان الصوت الدقيق الذي كنت وحدي أستطيع سماعه
مغلقًا بإحكام بعيدًا.
فمنذ ذلك الحين،
فقدت اللغة منفذها.
الآن، لا يسعني سوى انتظار صوت جديد.
يومًا بعد يوم،
أنتظر بجدية وصبر.
الطريق
The Way
اترك اللغة وراءك
فاللغة هي الطريق
اترك الطريق وراءك
الطريق بدون أثر
افتح الدرب
بلغتك
نحو كل اتجاه وفي العالم
لأولئك الذين سيصلون قريبا
ويريدون فهم هذه الحقائق
شق أمامك بكل قوتك
واترك طريق اللغة وراءك
الأحلام
Dreams
الحبر يتوقف
بالصدفة
عند تدوين كلمة
“حلم”.
الحب المحترق وحديقة شاطئية صغيرة
هي مثل الكلمة
التي تشبه سقوط زهرة ليلك –
“حلم”.
القلب سوترا
يُبقي بعيدا كل ما تشوه من
أحلام.
حين يكون هناك ضوء
When the Light Is There
النور هناك.
كما ينظر الجني إلى النور، على الفور،
يشعر قلبي بالفرح والسعادة والأمل.
النور أمرٌ رائع حقًا.
حين يكون النور هناك،
فهناك أمل؛ وهناك فرح، وهناك راحة.
أحب للجني أن يكون أول من يضيء النور.
بما أن الجني يحب أن يضيء النور،
كما يتحرك الجني أسرع من أي شخص آخر، ويتحرك بصعوبة صعودًا وهبوطًا.
…..
شرنقة الحزن
The Cocoon of Sorrow
تمضي الحياة كلها بكل قواها نحو الموت،
نحو النهاية الأخرى للحياة.
والناس
ليسوا استثناء.
أنت وأنا، الواحد والآخر، حتى الجسد غير النامي،
نجاهد بأقصى قوتنا على حافة الموت، كدودة قز ربيعية تغزل كل حريرها،
لتلف نفسها داخل شرنقة متلألئة.
على مسار الحياة كلها،
وبعد حياة لا حصر لها،
ها نحن الآن، أنت وأنا، نركض بما أوتينا من قوة نحو النهاية الأخرى للحياة.
حشرات دقيقة، عشب صغير،
صغار الأشجار، براعم الزهور، زغب الطيور …
حتى الريح التي تهب على السحاب يكتنفها حب عميق لشرنقة الحزن،
تتدحرج السماء الزرقاء ليضمها بإحكام حضن أبيض؛
يمسحها بعيون لطيفة وراعية ولغة حانية
لتضيء السماء.
جاموس حقل الملح
The Salt Field Buffalo
بمجرد رؤيتي لتماثيل الجاموس المصبوبة،
رأيتك راكعًا على المرج، مغطى بزهور صفير الماء الأرجواني مع حقل الملح في الخلفية، واعتقدت أنك أيضًا مجرد جاموس فارقته الحياة.
لكني رأيتك ترف بأذنك اليسرى، حينها فقط أدهشني الجاموس الملحي الأبيض،
“إنه حي!”
لكنك كنت هادئًا جدًا جاثيا على ركبتيك.
أدرت رأسك إلى اليسار، وحدّقت في حاراتِ المرور البعيدة، ونظرتَ على مهل إلى السماء الزرقاء.
لقد ضحيتَ بنفسك من أجل الشعب،
ثم اختفيت حين ذبتَ في البياض النقيّ بلون الملح.
في حقل الملح الأبيض
حتى الظل الأسود للجاموس الأبيض اختفى.
وشوهد هذا الاختفاء
من جانب أزهار مروج صفير الماء وحسب،
وكنتُ وحدي من شاهده.
أناس من ورق
Paper People
في كل مكان فوق الأرض
أناس من الورق
وحين تهب رياح الخريف، يتأرجحون جيئة وذهابا
أنا لست شخصا من ورق
لأن
جسدي
جسدي آنية
وقلبي
قلبي معبدٌ إلهي
رأسي
رأسي متخمة
بالإلهام الذي تمنحه الجنة
في عالم مليء بالورق
أبحث
عن شخص حقيقي مثلي.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.