تتعرض القضية الفلسطينية لأكبر تحد منذ نكبة 1948 ونكسة يونيو 1967 و هو تصفية القضية و الإبادة الجماعية و التهجير القسرى و إعادة إحتلال قطاع غزة…

الا يتطلب هذا قمة عربية عاجلة على مستوى الملوك والرؤساء؟ أو على الأقل قمة تشاورية تجمع الدول العربية الكبيرة تناقش الموقف و يصدر عنها بيان و موقف موحد و ملزم و تناقش كيفية مساعدة الفلسطينيين و دعمهم و تثبيتهم كى يتمسكون بأرضهم؛ و أن لا تخرج القضية خارج أطارها العربى و تتحول إلى أداة فى أيدى قوة إقليمية توظفها لخدمة مصالحها؛ و كذلك مناقشة التهديد الذى تتعرض له أكبر دولة عربية؛ إضافة إلى قمة أخرى تجمع قادة القمة التشاورية العربية يدعى إليها عدد من القوى الدولية والإقليمية بعيد عن مجلس الأمن المعروف بروتينه و كواليسه التى تبطل فاعليته فى أى أمور تتعلق بإسرائيل او على الأقل الذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة…. أى مجهود دبلوماسى جماعى بديلا عن أو بالتوازى مع الإتصالات و المشاورات الثنائية و التى تأخذ حيزا زمنيا كبيرا و غالبا لا تسفر عن شىء أو موقف حاسم مانع… حتى الشجب و الإدانة و التهديد بوسائل عديدة غير الحرب تكون مطلوبة… تانى، محدش بيقول حرب لكن فى السياسة و الدبلوماسية فى حاجة أسمها الحرب بوسائل أخرى War by other Means ؛ هناك أدوات و أوراق قوة وضغط و تفاوض فى مقدمتها البترول والمال العربى و العلاقات و الإستثمارات و التسهيلات اللوجيستية فى الموانىء و القواعد الجوية و القواعد البحرية على الأراض العربية و فى مجالها الجوى و فى الممرات المائية؛ فى التعاون و التحالف مع قوى فاعلة أخرى مثل الصين و روسيا؛ بحث حل السلطة الفلسطينية وفك الارتباط مع دولة الإحتلال و تحميل الأمم المتحدة و مجلس الأمن مسئولية تنفيذ قراراته مع التأكيد على الحق فى مقاومة المحتل وفقا للقانون الدولى ومسئوليات دولة الإحتلال وفقا للقانون الدولى الإنسانى من حماية وتوفير الإمدادات واللوجيستيات وتحميل إسرائيل بفاتورة و ثمن و تبعات الإحتلال و ليس التخفيف عنها… لانه ببساطة ما جعل القضية تضيع هو أن إسرائيل على مدار السنوات الماضية لم تدفع ثمن و فاتورة الإحتلال… مطلوب حركة و مبادرة تسبق الإجتياح البرى و فرض الأمر الواقع الذى سيكون له ما بعده… هل سمعنا يوما عن أى جهود تبذل لعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التى تم تهجيرهم منها قسرا و من ثم توطينهم فى مخيمات لاجئين فى الأردن و لبنان و سوريا و اليمن… ألم نرى نخب عربية تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية أيام أوسلو التى كانت بداية تصفية القضية و إحلال المقاومة بسلطة شكلية سبقها أفكار و لقاءات بين النخب العربية والإسرائيلية كانت أقرب لوجهة النظر الإسرائيلية وتسقط بشكل غير مباشر حق العودة بدعوى بناء جسور الثقة و البناء على جزئيات تحقق فى نهاية المطاف حل نهائى ترضى به و عنه إسرائيل و من يدعمها من الغرب…

(فيسبوك، صباح 15 أكتوبر 2023)

Tweet